إله  بني أسرائيل  يحب العرب 

الكاتب  كريستوفر  باتون

كثير من الكتاب والناشرين  ذكروا بأن الصراع الإسرائيلي – العربي  في الشرق الأوسط  هو صراع  ما بين أبناء العم ذوي رحم منذ القدم . وكثيرا ما يقال بأن الصراع العربي الإسرائيلي  هو أمتداد حديث لقصص الكتاب المقدس بشأن الميراث والبركات ما بين اسماعيل  واسحق ، ثم يعقوب وعيسو . باختصار صراع نسل ابراهيم في من هو المفضل لينال قطعة أرض صغيرة  وهبت لإبراهيم .

كثير من القوى تبدو وكأنها تغذي هذا الصراع  الذي لا ينتهي  والذي يدور أيضا حول أمور اجتماعية ، حيث بدأت الهجرة اليهودية الى أرض اسرائيل منذ 100 سنة تقريبا . جاءوا من أوروبا حاملين معهم النظرة والقيم الأوروبية . بينما اليهود الذين هاجروا الى جنوب غرب آسيا جاءوا  من جميع أقطار العالم ليبنوا في دولة اسرائيل المجتمع الديمقراطي  الذي يتعارض مع النظام القائم في الدول العربية والآسيوية  الإسلامية . لكن هذا التعارض الإجتماعي ليس سبب المتاعب ما بين المسلمين اليهود والمسيحيين . بل الأسباب روحية في البعدين الإجتماعي والشخصي .

أن الوضع في الشرق الأوسط مثال خطير لمتاعب العالم . والذي يزيد اشتعاله صراع الخير والشر لكي يعيد الله الأمور الى نصابها كما قالت النبوءات . عليه أن يتعامل مع هيكلية الحكومات البشرية التي يدمغها انحلال البشر وهو يفعل ذلك عبر نساء ابراهيم . كلمة نسل في لغات كثيرة لها صفة المفرد وصفة الجمع . الكتاب المقدس هو وعد العهد من قبل الخالق العامل عبر نسل يعقوب والذي دعي فيما بعد اسرائيل يرمز اليهم بجمع النسل . وفي الإبن المسياى ابن داوود، ملك يهودا واسرائيل يرمز اليه بصفة الفرد للنسل .

في الحل لهذا الصراع ، هناك مشكلتان تتمثلان في يسوع . فقد كان انسانا كاملا واله كاملا. حين يدين ويحكم استباد الحكومات  البشرية وتحل مكانها مملكة الله على الأرض ، بحياته وآلامه . موته وقيامته منذ الفي سنة تقريبا فتح الطريق لتغيير البشر نحو الأصلح . وبينما ننتظر تغيير الحكومات الموعود به ، نحن مدعوون للتوبة والإنصياع  للتبدل الروحي والأخلاقي كي نصبح على مثال الإبن  عبر عمل الروح القدس، تقع في كيفية تقبل السامع لكلمة اسرائيل . لربما  اتخذت دولة اسرائيل أسمها في معاني النبؤة ، لكنها ليست سوى نظام سياسي بشري وليست مقدسة أو على حق دائما . اليهود الذين يحملون هذه الصقة بين الأمم . لم يكونوا دوما شهودا صالحين لخالق الكون . انهم مولو دون بالطبيعة الخاطئة الشريرة التي ورثناها جميعا عن أهلنا .

اعطي أسم (صفة) اسرائيل للبني يعقوب لأنه تغلب على أنانيته  ومخاوفه مؤمنا وواثقا بالله وكلمة اسرائيل تمثل وعد الله  واتمامه  ولهذا يكرهها الشيطان وأحفاده . في حياة النبي اسرائيل نرى الشر يدان  على يد الخالق ويتبدل لوضع حين يطيع  العاصي لصلاح الله المحب ورحمته .

زنى بابل

قصة تبديل الله للحكم البشري يعود الى دينونة العالم الأول .. الطوفان . كتب عن حضارة الإنسان الأول على أيام نوح في بابل التي أسسها نمرود الذي أسمه يعني عصيان (تكوين 10: 10) الجيش المتحد من مدن شنعار البابلية هو العدو الوحيد الذي حاربه ابراهيم بالسيف كي ينقذ ابن أخيه لوط. (تكوين 14: 1-16)

في بابل بلبل الله السنة  قوم نوح كي ينقسم العالم الى مقاطعات  تحكمها قبائل مستقلة عن بعضها . حاول نمرود أن يوحد كل البشرية مقلدا ملكوت الله . دعا الشعوب الى مكان واحد ليحل مكان اسم الله الواحد .(تكوين 11: 1-9) بالمقابل شتت الله شعوب الأرض بعد أن بلبل ألسنتهم  كي لا تقوم  أو تتأخر القوة البشرية المتحدة . ورغم ذلك  وعبر التاريخ أقام الشيطان قادة عسكريين عظام حاولوا توحيد العالم ليعارضوا حكم حقيقة الله . الآن ، ثانية ، وصلت الحضارة الإنسانية الى حيث لا مستحيل  لما يريدون فعله ومرة أخرى سيتدخل الله ليدين الأمم بأعمالهم .

أن أوضح صورة لهذا الشر موجودة في سفر دانيال  الإصحاح الثاني في قصة نبوخذ نصر والتمثال الغظيم الذي رآه في الحلم ذو رأس ذهبي ، وصدر وأذرع من فضة  ووسط وفخذين من نحاس وساقين من حديد وخزف ممزوجين.

هذا التمثال مثال تنبؤي عن تقدم وتطور الأمبراطورية . فهو يمثل بابل الفرس ،الإسكندر والهيلينية ، روحا ونهوض الحضارة الغربية في نهاية الأزمنة عبر التجارة العالمية والحروب .عدم قبول الله لهذا التمثال يظهر بدماره بواسطة حجر لم تقطعه الأيدي يتنامى ويصبح جبلا ..جبل الرب . (اشعيا 2:2)

كل دولة سياسية منذ ذلك الحين هي محاولة إقامة حكم عالمي موحد معارض لله . ان وجودهم التاريخي بارز في رؤية نبوخذ نصر كما أخبر عنها دانيال . كل هذه الدول كانت أدوات في يد الشيطان وأعوانه ، رغم أن الله قد استخدم دولا لتحقيق أهدافه . تذكروا الشيطان يريد أن يحكم الكل ليبيد الكل . الله يريد أن يكون ملكنا جميعا ليهبنا حياة أبدية .

اليوم ، بعد آلاف السنين ، يقترب العالم من اتحاد عالمي أساسه التجارة والإقتصاد، والذي لا يمنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه . أمر حي وشيك الإتمام . للأسف أن البشر مسيرون بالأنانية المادية ، الطمع ، التعصب الديني ، يمجدون الحكمة البشرية والقوة يبررون الخطيئة . ولهذا ستدان الأرض . الله سيفدي خليقته وينقذهم من تسلط مؤسسات الإنسان السياسية ، الإجتماعية التي لها صفة اله هذا الدهر (كوانتوس 4: 4)

ما هي أداة شر وزنى بابل لتثير عصيان البشر ضد الله. الدولة السياسية . وقوة هذه الدولة تكمن في قدرتها العسكرية للسيطرة والإرغام. هذه القوة تستعمل للسيطرة ونهب الثروات التي بدورها تستغل لإستقطاب مزيد من القوة . هذه الدائرة الشريرة القاسية والفاسدة لتلك القوة قد أصابت كل الأمم والشعب اليهودي ليس مستثنيا . ان دولة اسرائيل ليست من صنع اله اسرائيل الكتابي . لكنها من صنع الأمم المتحدة التي تسعى لحكم كل العالم. هذا الحكم الذي سيفرض بالقوة سيستعبد كل الشعوب ويسلبها حريتها في عبادة الإله الواحد. هذا هو الشر الإجتماعي السياسي انها أداة الشيطان الذي يفضل أن يظهر كملاك نور رب هذا العالم وهذا الدهر. كيف يتكلم الكتاب المقدس عن هذه الحقائق حيث اختار الله بني اسرائيل شعبا له أظهر الله ما ينوي عمله . ليست دولة اسرائيل الحديثة مقدسة أو أكثر برا من بقية الأمم . ليس يهود اليوم كذلك . كثيرا ما اشتكى الله من شرهم واعتبرهم أقل صلاحامن باقي الأمم . لكن الله يختار المهل وضعفاء هذا العالم لقد تظهر قدرته وحقيقته أكثر بروزا لكي لا نتبجح نحن البشر بصلاحنا ان الكبرياء أعظم خطايانا . (كوانتوس الثانية 1: 26-31)

لقد أختار الله شعبا كي يكون نافذة يظهر ذاته من خلالها لكل الأمم وذلك بسبب الهوة الشاسعة ما بين بعده الروحي(هيه) وبعدنا المادي الأرض (دايلث) ولد يسوع من الشعب اليهودي لأن الفرد يولد فقط لقبيلة واحدة لإمرأة واحدة . مريم ، وخيار الله كان منطقيا وضروريا. ولد يسوع طفلا في سبط يهوذا كي ينشأ في عائلة وتقاليد تأسست على تعاليم الخالق .فلا يجبر الطفل على خطية بسبب جهل أهله أو عدم معرفة المجتمع بالإصلاح الذي يعلمه الخالق.

في أيام النبي صموئيل رفض بني اسرائيل الله كملك لهم واختاروا أن يؤسسوا مملكة لهم  مع شاول. صموئيل الأول (8: 4-7) أنذرهم صموئيل عن الهلال الذي اختاره ليكونوا كباقي الأمم . لكن بني اسرائيل أصروا أن يكون لهم دولتهم الخاصة . دولة اسرائيل الحالية ليست مكرسة من الله لكنها من اختيار اليهود . هذا أيضا ينطبق على أميركا . الأمم المتحدة . الإتحاد الأوروبي. الصين. الهند . مركز التجارة العالمي . الفاتيكان . اليابان والسعودية العربية . هذا ذكر لبعض المؤسسات السياسية ، دول و دويلات وقوى عظمى.

الله يستعمل الدول السياسية كما يستعمل أي فرد أو حتى حمار . هذا لا يعني بأن الله كرس هذه الدولة أمرا مقدسا . في الواقع أن أغظم الشرور ارتكبت حين مزج الناس ما بين السياسة والدين . لهذا عانينا من الحروب الصليبية التي أثارها الفاتيكان ومن حروب الرايخ الثالث النازي .

مثال على ذلك ما حدث في الحروب الصليبية مثال لكل التاريخ البشري . دعا باباوات روما الى حروب صليبية روحية باسم المسيح لكي يستولوا على الثروات والسلطة . كان الحل الكاثوليكي لحروب بارونات آسيا وأوروبا المستمرة  ضد بعضهم البعض على حساب الشعب .اذ ذهبوا وحاربوا أبناء سارة قال البابا الى جانب ان الأمر أكثر ربحا لكم .

من أين الحروب والخصومات بينكم، اليست من هنا من لذاتكم
المحاربة في أعضائكم تشتهون، ولستم تمتلكون تقتلون وتحسدون

ولستم تقدرون ان تنالوا، تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لأنكم لاتطلبون .
تطلبون ولستم تأخذون، لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم
أيها الزناة والزواتي أما تعلمون ان محبة العالم عداوة الله لمن أرا د
أن يكون محبا للعالم فقد صار عدوا لله .
(يعقوب 4: 1-4) ا

برهانا على أن الطمع والسلطة كانا سبب الحروب الصليبية ما على المرء سوى أن يقرأ تاريخ الحروب الصليبية بحرص.

لن تجد صفات  وسلوك المسيح في أي منها في الواقع أن مسيحيين ويهودا  قلوا على أيدي هؤلاء  الجنود المسيحيين أكثر مما قتل من المسلمين . لم يكن ذلك حربا عسكرية  صحيحة ضد قوات اسلامية . لهذا لا يندهش أحد اليوم إن قلنا بأن الحروب الأوروبية – الأميركية  التي يشعلها مسيحيين قي الشرق الأوسط حاليا هدفها ليس سوى عسكري ودافعها أناني بأسم نشر الديمقراطية .

من هو العدو هنا ؟ قطعا ليس بشريا . العدو هو إله هذا الدهر ، اله هذا العالم . الشيطان هو ملهم إيجاد الدولة السياسية الزانية وملكها المحارب ضد مملكة الله .كما اشتهى بني اسرائيل القدامى بأنانيتهم ملكا بشريا في شخص شاول . وهكذا تشتهي كل الأمم محاربا غازيا يقودهم . أمير سلطان الخطية يعطي القادة شخصية ومظهر الثراء ، كي يوقعوا  ا المزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة البسطاء في براثنهم ويقودونهم للدمار . هذا الدمار يأتي نتيجة العنف مباشرة ومن كلفة الحرب الخيالية يشكل غير مباشر . أن سلسلة أمبراطوريات نجحت منذ عهد نبوخذ نصر وسايروس والإسكندر حتى يوليوس قيصر . أغسطين، هارديان ، قسطنطين وآخرين تقود بمسارها المستقبل حتى مجيئ المسيح  تحت شعار الإله العالمي الذي سيحاول فرض السلام عبر الحروب العسكرية والإقتصادية . لهذا يجب أن يبدل الله الدول السياسية بحكمه الإلهي وملكوته. 

العدو الروحي والصراع الحقيقي للخضوع لإرادة الله.

المؤمنون الحقيقيون  طائعي الله . يعار ضون الخطية أينما وجدت ، والشيطان أينما حضر . انهم لا يكرهون الخطاة من خدعهم الشيطان . لهذا نجد الكثير من العداء لليهود اليوم ونستطيع أن نعتبره غصيانا روحيا على ارادة الله.

معاداة السامية في العالم اليوم مظهر من العصيان ضد الله بدل الخضوع له كما أشار الكتاب المقدس أنها أحدى الخطايا التي يحتاج البشر للتخلص منها . النبي ارميا والرسول بولس كان لهما تعليقات مهمة تصل الى قلب كل من كأفراد .

القلب اخدع من كل شيئ وهو نجس من يعرفه ؟
(اراميا 17: 9)

لأن اهتمام الجسد هو موت وكان اهتمام الروح هو حياة وسلام
لأن اهتمام الجسد هو عداوة الله اذ ليس هو خاضغا لناموس الله
لأنه أيضا لا يستطيع فالذين هم في الجسد لا يستطيعون  ان يرضوا الله .
(رومية 8: 6-8)

وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان  روح الله  سأكن  فيكم، لكن إن كان أحد ليس له روح المسيح، فذلك ليس له إن كان المسيح  فيكم .
فالجسد ميت بسبب الخطيئة وأما الروح فحياة بسبب البر وان كان روح الذي أقام المسيح  فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات ساكنا فيكم  .
(رومية 8: 9–11)

فقط الكتاب المقدس يخبرنا عن هذه الحقيقة العظيمة . الطبيعة البشرية تعارض الله ولا تخضع لإرادته وشريعته . في تاريخ بني اسرائيل يرى الله بوضوح  بأن الشر طبيعة في الإنسان ولا يقبلها الله . وعلى الفرد لا يهم عرقه ووطنه أو ديانته . ان يقبل هذه الحقيقة . الله اختار أن يظهر ذاته الها لبني اسرائيل ليس ذلك بخيار اليهود أو العرب أو أي جنس آخر.

هذه  الحقيقة تتطلب محبة الذين اختارهم الله ليحقق الخلاص بهم  وتأكيد مواعيده لهم . أن وعد الله بالخلاص عهده أتيا عبر  بني اسرائيل  عبر يهودي يسوع . تتبدل طبيعة الإنسان  وتدان الحكومات وتزال . يسوع  ذكرهذه الحقيقة حين خاطب المرأة  السامرية عند البئر . يوحنا 4: 22-24

أنتم تسجدون لما لستم تعلمون أما نحن فنسجد لما نعلم
لأن الخلاص هو من اليهود . الله روح الذين يسجدون له
فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا.

خالق الكون هو اله الكتاب المقدس الذي عبده اليهود أيام الرومان . وصف يسوع الإله الواحد بالروح الواحدة  ظهر في كلمة واحدة  أتت عبر الشعب اليهودي نسل يعقوب / اسرائيل وابراهيم.

عبر اليهود يعطي يسوع - الله – خلاصا لكل فرد، خلاصا يبدل طبيعتنا الى ما يقبله هو . لهذا يقول الكتاب المقدس في يوحنا 3: 3-16 أن على الناس أن يولدوا مرة ثانية من الروح بالإيمان بيسوع المسيح كي يرثوا الحياة الأبدية . الإرث الأبدي  سيكون على الأرض كما يظهر بوضوح في  الإصحاحين 21-22  من سفر الرؤيا. والرسول بولس يشرح أكثر من موضوع  ضرورة التبدل والتحول للإصلاح في سفر رومية 8:

وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان روح الله
ساكنا فيكم، ولكن ان كان أحد ليس لروح المسيح، فذلك ليس له  الروح الساكن فيكم.
ان كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطيئة،  وأما الروح فحياة بسبب البر.
وان كان روح الذي أقام يسوع  من الأموات ساكنا فيكم.
فالذي أقام المسيح من الأموات  سيحيي أجسادهم المائتة أيضا بروحه الساكن فيكم .

فإذا أيها الأخوة نحن مدينون ليس للجسد لنعيش حسب
الجسد لأنه إن عشتم حسب الجسد ستموتون ولكن إن كنتم بالروح
تميتون أعمال الجسد فستحيون لأن كل الذين ينقادون بروح الله
فأولئك أبناء الله رومية (9-14)

نحن نطيع الله حيث نتوب عن خطايانا بالإيمان يسوع المسيح من فدى البشر بدمه. حين برأنا الإبن نحن المزدرى نتلقى روح الله الذي يعيننا على أن نخضع الجسد ونعيش بالروح . هكذا نصبح على مثال الله . أبرارا كي نرث الأبدية معه ونحيا بمحبة للأبد . (رومية 8: 29) هكذا من المستحيل أن لا يصبح الفرد على مثال الله .

الله بطبيعته يحدد من يحيا للأبد بالنور وبسلام وعدل (فهو كلي القدرة) القضايا الإجتماعية السياسية في الشرق الأوسط تتمحور حول سؤال يواجهه كل منا في حياتنا العادية من هو الله الواحد ؟ هذا سبب آخر لما يحدث في اسرائيل اليوم يهمنا أن نفهمه كأفراد مهما كان عرقنا أو مواطنيتنا .

الكتاب المقدس يعلمنا أن وطننا هو السماء (فيليبي 3: 20 – 21) ونصبح سفراء ملكوت سماوي (كورنثوس الثانية 5: 20) هل يحمل السفير سيفا ؟ السفير لا يحارب في جيش . لهذا يعلمنا الرسول بولس أن نحيا بسلام أن نسالم الناس ما استطعنا ونخضع للحكام وأنظمة هذا العصر (عبرانيين 12: 14 / رومية 13: 1 – 8) المؤمنون لا يلجأون للعنف ومحاربة أخيهم الإنسان مهما كانت قضيتهم عادلة .

ميرا ث اسرائيل لمن هم ليسوا يهودا

قلت سابقا بأن دولة اسرائيل لم تهزم بعد، ولكن ليس حين تكون هي المعتدية . هذا لأن الله قد وعد أبناء يعقوب بأرض كنعان . بانه سيدافع الله عنهم . في نبؤة نبوخذ نصر عن المعارك الأخيرة التي سيخوضها جيوش البشر وكل أمم العالم، سيحاصرون وشعب اسرائيل نرى في الإصحاحين 12 و 14 ان ما تبقى من الشعب اليهودي سيساعدهم الله في حربهم دفاعا عن أنفسهم . الكتاب المقدس يذكر بأن هذاالصراع المسلح سيحدث قبل مجيئ المسيح وقبل ان يعرف الناس حينها من هو المسيح وما هو .

المحاربون اليهود، لن يولدوا – من الروح- ثانية مؤمنين روحيين بالله . لكن كثيرين منهم سيخدمون الخالق الحقيقي باخلاص بأعمالهم مبتعدين عن ضد المسيح والإله لكل شعوب العالم . لقد وعد الله الخالق بني اسرائيل ، أحفاد يعقوب بأن سيعيدهم الى أرضهم في الأيام الأخيرة وقد فعل. لكن ووعد بأن لا يتشتتوا بعد مهما كانت القوى أو الوسائل .

هذا لايعني بأن الفلسطينيين العرب والدروز أو أي شعب آخر سيخسرون أرضهم لأنهم ليسوا من بني اسرائيل . في الواقع وعود الكتاب المقدس غير ذلك . المسيح يسوع يضمن ميراث كل الذين يعيشون بسلام مع بني اسرائيل أو الله .

أثناء الحكم الألفي  يتنبأ أشعيا في (19: 19-25) بأن اتحادا بين اسرائيل ،مصر والعراق سيقوم وسيكون مصدر بركة لكل الأمم الباقية . ويقودونهم لعبادة الله الذي أظهر ذاته عبر التاريخ البشري من خلال بني اسرائيل.

الكتاب المقدس واضح، أرض اسرائيل أعطيت لإسحق . الذي قدم ذبيحة (تكوين 22) تعاليم الإسلام تقول بأن اسماعيل وليس اسحق من قدم ذبيحة ويحتفل المسلمون بهذا سنويا في عيد الأضحى. حسب النبؤة كل من يريد ميراثا في أرض اسرائيل  ينال ذلك عبر المسيح النسل الحقيقي . من  سيكون ملك اسرائيل بأرضها القديمة والقدس . العرب ، الفلسطينيين وآخرون (الأمم) من عاشوا بسلام مع جيرانهم اليهود سيحتفظون بأملاكهم ويرثها أولادهم . (اشعياء 14: 1 / حزقيال 47: 22-23) العالم كله للجميع ومن ضمنهم الأمم العربية .

  لأن الرب سيرحم يعقوب ويختار أيضا اسرائيل ويريحمهم
في أرضهم فيقترن بهم الغرب وينضمون الى بيت يعقوب
(اشعيا 14: 1)

فتقتسمون هذه الأرض لكم لأسباط اسرائيل ويكون أنكم
تقسمونها بالقرعة لكم وللغرباء المتغربين في وسطكم  الذين
يلدون بنين في وسطكم فيكونون لكم كالوطنيين من بني اسرائيل
يقاسمونكم الميراث في وسط أسباط اسرائيل ويكون  انه في السبط
الذي فيه يتغرب غريب هناك تعطونه ميراثا يقول السيد الرب .
(حذقيال 47: 22-23)
 

النهاية تقترب

سريعا سيحل سلام يقام بالقوة لكل الشعوب . بما فيهم الإسرائيليين والفلسطينيين .هذا السلام المؤقت لن يأتي من اله بني اسرائيل  لأنه لن يتم عبر الطبيعة البشرية . لن يجلب سلاما حقيقيا . أو أمنيا أو ازدهارا . هذه البركات سينالها الكل حين يأتي يسوع ويزيل السلطات السياسية الزانية في هذا العالم والتي هي تحت سيطرة الشيطان . العدو الحقيقي.

قي ذات الوقت سيطهر الله الأرض بالروح القدس الشافية ، حينهاسيشاهد الأحياء . معمودية كونية . عمل لا يشبه أي عمل قام به الله حتى يومنا هذا . سيصبح الأحياء أبرارا وتتبدل طبيعتهم ليعيشوا طائعين الله كما فعل الإبن حين أطاع الأب حتى الموت معطيا مثالا لنا .

علينا أن نقاوم تجربة القوة والسلطان وأن لانحمل السيف . تماما كما فعل المسيح يسوع  لم يعش في عالم عادل وكذلك نحن . لن يكون هناك سلام كامل الا حين يعود المسيح قاضيا بارا عادلا . أما الآن فعليا أن نعمل سلام  ونقدر ما يمكن انجازه  بسلام ودون عنف . علينا أن نشارك الآخرين محبة الله  بالصلاة والتبشير ، بحمل البشارة السارة لكل فرد لكل عرق وجنس  ودين ومواطنيه بدأ من اليهود .

المؤمنون بالله الذين يصدقونه ، يصدقون بأن النس
   ل الحقيقي هو يسوع  ولا نجد السلام لا به .
فإن كنتم للمسيح فأنتم اذا نسل ابراهيم وحسب الموعد ورثة .
(غلاطية 3: 29)

به فقط الحياة الأبدية  ونيل كل البركات . المسيح هو الميراث  الذي يجب أن تطلبه كل الأمم  وليس قطعة أرض صغيرة بالمنظور الدولي ، وليس الغنى المادي والموارد الطبيعية .

وحتى عودة المسيح أقضل طريقة لخدمة سياسات الأمم هي أن تتطابق مع خطة الله الظاهرة في كثير من آيات الكتاب المقدس . دون أن نذكر في الصورة الكبيرة المقارنة والسياق في تاريخ اسرائيل وقصص النبؤات . ليس هناك استثناء لهذا المبدأ . ينطبق هذا على اميركا ، الصين ، روسيا ، ايران ، مصر، والإسرائيليين والفلسطينيين . ليس هناك بركة خارج العمل بإرادة الله .

 

المقدمة